نموذج فيلدر وسيلفرمان لأنماط التعلم

 

تعد دراسة الأنماط المختلفة للتعلم من الأمور الهامة التي تساعد الأفراد على فهم كيفية تعلمهم واكتساب المهارات والمعرفة بشكل أفضل. يُعتبر نموذج فيلدر وسيلفرمان لأنماط التعلم واحدًا من النماذج الأكثر شيوعًا لتحليل أنماط التعلم. وقد تم تطوير هذا النموذج في عام 1987 من قبل ريتشارد فيلدر وليندا سيلفرمان ويستخدمه المعلمون كأداة لتحديد تفضيلات التعلم لطلابهم. 

يأخذ نموذج فيلدر وسيلفرمان في الاعتبار الطريقة المفضلة للفرد لاكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، وكذلك كيفية معالجة واستخدام هذه المعرفة. و يعتمد على فكرة أن هناك ثمانية أنماط رئيسية للتعلم، يمكن جمعها في أربع فئات قياسية ثنائية القطب وهي:

  • النمط  الحسي-الحدسي (Sensing-Intuitive)
  • النمط البصري-اللفظي (Visual-Verbal)
  • النمط النشط-التأملي (Active-Reflective)
  • الأسلوب التتابعي-الشمولي (Sequential-Global)

النمط  الحسي-الحدسي (Sensing-Intuitive)

يتميز الأسلوب الحسي بتفضيل الأفراد لتعلم الأشياء عن طريق الإحساس والتجربة العملية، حيث يفضلون التفاعل المباشر مع المواد الدراسية واستخدام الحواس في التعلم.  بينما يتميز الأسلوب الحدسي بتفضيل الأفراد استيعاب المعلومات من خلال الشعور والتفاعل الشخصي مع البيئة والمحيط. ويمكن القول إن الأشخاص الذين يتبنون هذا النمط يميلون إلى العمل بناءً على الشعور والخيال والتصوّر الشخصي.

النمط البصري-اللفظي (Visual-Verbal)

النمط البصري: الأفراد الذين يتمتعون بنمط تعلم بصري يفضلون استخدام الصور والرسوم البيانية والرسوم التوضيحية لتحليل وفهم المعلومات، كما يتميزون بالقدرة على رؤية العلاقات والنماذج المختلفة بين الأشياء. كما أنهم يتمتعون بالقدرة على تذكر التفاصيل بدقة عالية واسترجاعها بشكل دقيق

أما الأشخاص ذوو النمط اللفظي فيتميزون بالقدرة على التحدث بشكل كبير والاهتمام بالتفاصيل اللفظية واللغوية، ويفضلون الكتابة والقراءة ويتمتعون بالقدرة على تذكر المعلومات بسهولة إذا تم تقديمها بشكل لفظي أو كتابي. كما يفضلون العمل في بيئات العمل التي تشمل المناقشات والحوارات والقراءة والكتابة.
يمكن للأفراد ذوي النمط اللفظي أن يواجهوا صعوبة في فهم المعلومات التي تعتمد على الصور والرسومات. كما قد يواجهون صعوبة في فهم المعلومات التي تعتمد على الخبرة العملية أو التجريبية.

النمط النشط - التأملي (Active-Reflective)

النمط النشط: يصف هذا النمط الأشخاص الذين يفضلون التعلم من خلال المشاركة الفعالة في العملية التعليمية، والتفاعل مع الآخرين والبيئة التعليمية، ويميلون إلى الاعتماد على التجارب العملية والتطبيقات العملية لتعزيز تجربتهم التعليمية.
يميل الأشخاص الذين يتميزون بالنمط النشط إلى الإفراط في الحركة والنشاط، ويتمتعون بالحماس والحيوية، ويحبون المغامرة والاختبار والتحدي. ويفضلون استخدام الطرق التفاعلية مثل المناقشات والأنشطة الجماعية والألعاب والمحاكاة والتجارب العملية. كما يحتاجون إلى الحرية في التحرك والتفكير والتعبير عن أنفسهم.
من الجوانب الإيجابية للنمط النشط، أن الأفراد الذين يتبنون هذا النمط يميلون إلى تحقيق نتائج ملموسة وتطبيق الأفكار على أرض الواقع. كما أنهم يتمتعون بالقدرة على التعلم من التجارب الفاشلة والعمل على إصلاحها. ويمكنهم التأقلم مع التغييرات بسرعة وتكيف أنفسهم مع الظروف الجديدة.
من الجانب الآخر، قد يجد الأشخاص الذين يتميزون بالنمط النشط صعوبة في التركيز على العمل الذي يتطلب الهدوء والتركيز. وقد يفتقرون إلى الصبر في التعلم من خلال الاستماع والمراقبة. كما أنهم قد يكونوا عرضة للإفراط في الحماس والاندفاع

وفي الجانب الآخر، يميل الأفراد ذوو الأسلوب الانعزالي-التأملي إلى التفكير بشكل عميق في الأشياء والمواضيع والمشاعر. كما أنهم يحبون الاسترخاء والتأمل.
الأفراد الذين يفضلون النمط التعلمي التأملي هم أشخاص يميلون إلى تجربة التعلم من خلال التفكير والتأمل في المعلومات. ويتميزون بقوة التركيز والانتباه إلى التفاصيل الدقيقة وأيضا بالحساسية والرقة. وعادة ما يكون لديهم اهتمامات ومصالح داخلية أكثر من الاهتمام بالعالم الخارجي.
ومن الجدير بالذكر أن النمط التأملي لا يعني بالضرورة أن الشخص يفضل الانعزال عن الآخرين، بل يعني أنه يحتاج إلى وقت ومكان خاصين للاسترخاء والتأمل.

الأسلوب التتابعي-الشمولي (Sequential-Global)

 النمط التتابعي (Sequential) يعتبر الأشخاص الذين يمتلكون هذا النمط من الأشخاص المنظمين والمنهجيين. يفضلون التخطيط والتنظيم واتباع الخطوات بشكل تسلسـلي دقيق، ويميلون إلى اتباع مسارات منطقية متدرجة في إيجاد الحلول
كما أن الأشخاص الذين يمتلكون النمط التتابعي يفضلون القواعد والإجراءات الرسمية، ويحرصون على اتباعها بشكل دقيق. ويميلون إلى العمل بشكل منفرد ومستقل وتجنب العمل الجماعي،
وعندما يواجهون مشكلة، فإنهم يحاولون حلها بطريقة منهجية وتدريجية، ويحبون تحليل الوضع واستخدام المنطق في اتخاذ القرارات. وعادة ما يكونون موثوقين ويمكن الاعتماد عليهم في العمل وفي الحياة اليومية.

وأما النمط الشمولي (Global) فهو النمط الذي يميل أصحابه إلى رؤية الصورة الكاملة والتفاعل مع الأفكار والمفاهيم بشكل شامل ومترابط، ويفضلون التعلم من خلال المفاهيم والعلاقات بين الأفكار، بدلاً من التفاصيل الدقيقة. ويميل هؤلاء الأشخاص إلى العمل في مجموعات، والتعاون مع الآخرين، كما يميلون إلى العمل في مهام متنوعة ومتعددة الجوانب.
يفضل الأشخاص الذين يمتلكون النمط الشمولي العمل على المشاريع الكبيرة والمعقدة، ويتميزون بالقدرة على ربط الأفكار والمفاهيم المختلفة وتجميعها لتشكيل صورة شاملة للمشكلة أو الموضوع

بهذا نكون قد استعرضنا النماذج الثمانية المقترحة من قبل فيلدر وسيلفرمان لأنماط التعلم، وكما رأينا فكل نمط تعلم يتميز بمجموعة من الصفات والسلوكيات التي تحدد طريقة التعلم والاستيعاب لدى الفرد، ولكن من المهم الإشارة إلى أن أنماط التعلم ليست ثابتة ويمكن أن تتغير بمرور الوقت بناءً على الخبرة والبيئة. قد يكون لدى للطلاب أيضًا تفضيلات للعديد من أنماط التعلم المختلفة، وقد تختلف هذه التفضيلات حسب الموضوع أو الموقف أ والمهمة المطروحة. ويمكن للفرد أيضًا تحسين نمط تعلمه عن طريق التعرف على مزايا كل نمط وتحسين نقاط الضعف فيه، ويمكن استخدام تقنيات مختلفة لتحسين التعلم وتعزيزه، مثل التدريب الذاتي والتعلم التفاعلي والتعلم المستند إلى المشروعات وغيرها.

في النهاية، يمكن أن يساعد فهم تفضيلات التعلم الخاصة بالفرد الطلاب على زيادة إمكاناتهم وتحقيق أهدافهم وتعزيز تعلمهم. ويمكن للمعلمين استخدام المعلومات حول أساليب التعلم لتكييف تدريسهم مع أنواع مختلفة من الطلاب والمساعدة في زيادة فهمهم للمعلومات والاحتفاظ بها.


Abdelkerim AIT ATTA
Abdelkerim AIT ATTA
Enseignant passionné des sciences de la vie et de la terre, je conjugue mon expertise pédagogique avec un intérêt marqué pour les innovations en matière d'éducation. Sur mon blog, je partage régulièrement des réflexions et des ressources visant à faire évoluer les pratiques d'enseignement, tout en valorisant les richesses naturelles et culturelles du Maroc. Soucieux de transmettre ma discipline de manière stimulante, je m'investis dans la conception d'activités ludiques et expérimentales. Ma démarche s'inscrit dans une volonté d'éveiller la curiosité et l'esprit critique de l'élève. J'aime également collaborer avec d'autres enseignants pour la production, l'archivage et le partage de documents pédagogiques innovants. Au-delà de la salle de classe, je m'engage dans la promotion du tourisme marocain, mettant en lumière les merveilles géologiques, biologiques et paysagères de cette terre d'exception. Cette approche collaborative et cette ouverture sur le monde reflètent ma personnalité engagée, créative et soucieuse de proposer une expérience d'apprentissage enrichissante et inspirante aux élèves.
تعليقات