كتبتها التلميذة منى أبيد
ورقنها التلميذ ادم المنار
وفي هذا الإطار تم عرض الفيلم الوثائقي " The social dilemma " بحضور مجموعة من التلاميذ وتحت إشراف الأستاذة حماس مرتادي.
في مقالتي هاته نناقش بعض الجوانب التي تطرق
لها الفيلم الوثائقي والتي يمكن أن تجعلك تعيد النظر في التأثير الخطير لشبكات
التواصل الاجتماعي عليك وعلى غيرك.
يحاول الفيلم الوثائقي
"The Social Dilemma" أو "المعضلة الاجتماعية" أن
يكشف الجانب المظلم للتكنولوجيا عبر استضافة مجموعة من عمالقة التكنولوجيا
والموظفين السابقين في بعض المنصات الاجتماعية، ويجيب على الأسئلة التالية:
• ما هي عواقب اعتمادنا وادماننا على
وسائل التواصل الاجتماعي؟
• وما هي مخاطرها على المجتمع؟
تعتبر التكنولوجيا سحراً يخدع الناس ويتلاعب بعقولهم حيث أصبحت تهديدًا وجوديًا للبشرية، فقد جعلت منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook وInstagram وTik Tok وغيرها المستخدمين مدمنين عليها، إذ يقضي المراهقون قرابة التسع ساعات يوميًا في تصفحها، ويقضي البالغون ساعتين تقريبًا في اليوم.
تعد الخوارزميات التي تتابع اهتماماتنا وتحليل
المحتوى الذي نتفاعل معه وتخزين المزيد من البيانات لتتمكن من التنبؤ بأفعالنا من
بين أسباب الإدمان، ولكننا ننسى أحيانًا أنها تحصل على هذه البيانات منا كمستخدمين
عن طريق تفاعلنا على وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، عندما نعبّر عن إعجابنا
بمنشور أو نعلّق عليه، فإننا نزود هذه الخوارزميات بمزيد من البيانات، مما يجعلها
تظهر لنا المزيد من الاقتراحات التي قد تعجبنا وتحفّزنا على المزيد من التفاعل.
إن المشكلة الأكبر هي تلك الخوارزميات غير الأخلاقية، التي تطرح المحتوى سواء كان صحيحًا أم لا، فإن هذه الأكاذيب والإشاعات المثيرة للفتنة هي التي تجعل المستخدم أكثر تفاعلا، حيث أشارت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الأخبار المزيفة على تويتر تنتشر أسرع بست مرات من الحقيقية، وذلك بسبب عدم قدرة المستخدم على التمييز بين الحقائق والإشاعات.
عند مشاهدتي للفيلم الوثائقي استوقفتني مقولة: "If you’re not paying for
the product, then you’re the product"
والتي تعني "إذا لم تدفع ثمن المنتج فأنت
المنتج"، وهذه العبارة العميقة تعني أن الشركات تتلاعب بنا عن طريق وسائل
التواصل الاجتماعي، حيث أن كل التحديثات التي يتم إظهارها هي فقط وسيلة لجعل
المستخدم متصل لأطول فترة ممكنة، لمشاهدة أكبر عدد من الإعلانات التي تجني الشركات
أموالًا طائلة، وتقول شوشانا زوبوف - جامعة هارفارد: "شركات الإنترنت هي أغنى شركات
العالم، بل هي أغنى الشركات في تاريخ البشرية"
يوضح أيضًا جوناثان مايدت عالم الاجتماع تأثير
وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين والشباب وما يسببه لهم من اكتئاب وعزلة عن
العالم الخارجي، حيث ارتفعت معدلات الانتحار في صفوف المراهقين بشكل كبير في السنوات
القليلة الماضية.
كما سلط تريستان ماريس، خبير أخلاقيات التصميم
في "جوجل"، الضوء على ثلاثة أهداف رئيسية لشركات التكنولوجيا. أولاً،
محاولة إبقائك متفاعلاً قدر المستطاع. ثانيًا، زيادة الإدمان من أجل ضمان عودة
المستخدم. ثالثًا، الحرص على مشاهداتك أكبر عدد من الإعلانات لكسب المزيد من المال.
وفي نهاية الفيلم الوثائقي، يقترح الأشخاص
الذين أجريت معهم المقابلات مجموعة من النصائح للمشاهدين، مثل إيقاف الإشعارات،
وعدم نشر المعلومات الشخصية، ومتابعة محتوى هادف ومفيد.
وختامًا، إن الفيلم كشف لنا مجموعة من الأسرار عن طبيعة عمل هذه المنصات وكيف تتمكن من التلاعب بنا، ولكنه في نفس الوقت لا يحاول تعريضنا لهجر هذه الوسائل، بل يحاول نقد استخدامها لمصالح أنانية.